ألقى سماحة العلامة الحجة الشيخ نمر باقر النمر (حفظه الله) كلمة في مساء الاثنين بتاريخ 7-5-1429 هـ، بجامع الإمام الحسين عليه السلام استغرقت مدة قصيرة لا تتجاوز السبع والعشرين دقيقة من خلالها بين فيها أصناف العلماء الذين جاء ذكرهم على لسان الروايات الشريفة لكي ترسم لنا طريقاً سليماً لنتبع فيها العالم الصالح، ونترك العالم الفاسد، وليكون عوناً لنا على صلاح المجتمع.
حيث افتتح كلامه برواية عن أمير المؤمنين (ع) قال فيها: (إن الناس آلو –أي رجعوا– بعد رسول الله (ص) إلى ثلاثة :
1- آلو إلى عالم على هدى من الله قد أغناه الله بما علم عن علم غيره –وهؤلاء الأئمة (ع)-.
2- وجاهل مدعٍ للعلم لا علم له، معجب بما عنده قد فتنته الدنيا وفتن غيره .
3- ومتعلم من عالم على سبيل هدى من الله ونجاة، ثم هلك من ادعى وخاب من افترى).
حيث بين سماحته أن: (الناس بعد الرسول (ص) ثلاثة أقسام: عالم وجاهل ومتعلم) وركز سماحته بقوله: (وإن حديثنا سيتركز حول القسم الثاني : (وجاهل مدعٍ للعلم لا علم له، معجب بما عنده قد فتنته الدنيا، وفتن غيره) ففي الروايات: (سماه أشباه الناس عالماُ) فهو مدع للعلم لأن {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} فلو كان عالماً لخاف الله).
وقد شدد على أهمية العالم الذي يحد نتبعه بقوله: (فنحن بحاجة إلى أن نحدد العالم الذي نتبعه وكما يقول الإمام الباقر (ع): حينما يُسأل عن الآية: {فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ}، قال الإمام (ع): (فلينظر إلى علمه ممن يأخذه)).
واستفهم سماحته بقوله: (فهل نأخذ العلم من عالم أم جاهل مدعٍ للعلم؟
من صادق أم كاذب؟
لذلك يقول الإمام الكاظم (ع): (نصب الخلق لطاعة الله، ولا نجاة إلا بالطاعة، والطاعة بالعلم...) فطعامك علم ولكن ممن نأخذ العلم؟
(ولا علم إلا من عالم رباني ومعرفة العالم بالعقل) .
فهل هو صادق أم كاذب؟
هل يطلب رضا الناس أم رضا الله؟
هل يتضعضع للتجار والوجهاء أم يكون ذليلاً لله؟).
وقد أشار سماحته: (لذاً علينا أن نتعرف على كل عالم نصلي خلفه ونأخذ الدين منه وهنا لا بد من الحذر من التجسس، فقد قال الإمام الصادق (ع): (طلبة العلم ثلاثة: فاعرفوهم بأعيانهم وصفاتهم: صنف يطلبه للجهل والمراء، وصنف يطلبه للاستطالة والختل، وصنف يطلبه للتفقه والعمل.
أولاً: فصاحب الجهل والمراء: مؤذ، ممار، متعرض للمقال في أندية الرجال قد تسربل بالخشوع وتخلى من الورع فدق الله من هذا خيشومه، و قطع منه حيزومه.
ثانياً: وصاحب الاستطالة والختل: ذو خب و ملق، يستطيل على مثله من أشباهه، ويتواضع للأغنياء من دونه، فهو لحلوائهم هاضم، و لدينه حاطم، فأعمى الله على هذا خبره، و قطع من آثار العلماء أثره.
ثالثاً: و صاحب الفقه التفقه والعمل: ذو كآبة، وحزن وسهر، قد تحنك في برنسه، وقام الليل في حندسه يعمل، ويخشى وجلاً داعياً مشفقاً مقبلاً على شأنه، عارفاً بأهل زمانه، مستوحشا من أوثق إخوانه، فشد الله من هذا أركانه، وأعطاه يوم القيامة أمانه).
ثم بين سماحته بعض الرؤى من هذا الحديث حيث قال: (فهذا الحديث بيَّن ثلاثة أصناف من العلماء:
1/ عالم جاهل يتظاهر بالعلم وطبيعته الجدل والتسربل بالخشوع وما شابه من الصفات التي ذكرها الحديث.
2/ عالم الزعامة والخداع يتعالى على العلماء ويتضعضع للأغنياء والوجهاء وما شابه إلى آخر الصفات التي ذكرها الحديث.
3/ عالم الفقه والعمل الذي يتصدى للحياة وهو عارف بأهلها إلى آخر الصفات التي ذكرها الحديث).
وقد دعى سماحته المؤمنين الصادقين للحذر من بعض العلماء حيث قال: (وهنا أدعو كل إنسان صادق يطلب الحق أن يفتح عينه على كل من يصلي خلفه ففي الحديث : (ما خانك الأمين ولكنك ائتمنت الخائن).
نسأل الله أن يبصرنا بعلماء الهدى ويجعلنا من أتباعهم ويبصرنا بعلماء الضلال ويبعدنا عنهم).
وللاستزادة من الكلمة من هذه اضغط
هنا